الصحافة أو السلطة الرابعة،هي مهنة المتاعب والمخاطر بامتياز، وكثيرون فقدوا حياتهم باحثين عن الكلمة الصادقة او الصورة او اللقطة المعبرة عن الحدث، وسواء كان الهدف من ذلك هو الشهرة او ايصال الحقيقة، او حتى إن كان وراءه اجندات للمؤسسة التي يعمل فيها الصحفي او الاعلامي، فالنتيجة واحدة ،وهي وجود المخاطر واحتمالية فقدان الصحفي حياته لاسباب عديدة خاصة في بلدان تشهد قلاقل وحروباً كالعراق مثلاً ،فيما معظم المؤسسات الاعلامية لا تدرب صحفييها على كيفية تأمين انفسهم اثناء تادية واجبهم في مناطق النزاع والقتال ، كما ان خطورة العمل الصحفي لا تقتصر على المناطق التي تشهد مواجهات مع تنظيم داعش، وانما في عموم محافظات العراق، بسبب انتشار الميليشيات المسلحة وعصابات الخطف والقتل.
خلال لقائنا بعض الاعلاميين والصحفيين ، ولدى سؤالهم عن المجازفة و الاندفاع غير المحسوب للصحفيين في تغطية الاخبار واعداد التقارير وتعرضهم لمخاطر مميتة، فيهم من برر ان ذلك لقلة وعي الصحفي واخرون يتهمون المؤسسات الاعلامية بالتقصير ، وغيرهم يعتقدون ان حماية الصحفي وتوعيته تقع على عاتق النقابات والاتحادات الصحفية في البلاد.
ويقول، الاعلامي، كارزان كريم، من اربيل، في تصريح صحفي، تابعه (المركز العراقي لدعم حرية التعبير)، ان" الخطورة على حياة الصحفي ليس بالامر الجيد ويجب عليه ان يبعد نفسه عن ما تهدد سلامته " . مشيرا الى ان وجوده سيخدم المجتمع وعالم الصحافة اكثر من وفاته ورحيله عن هذه الحياة.
مضيفاً ،ان" التوعية والارشاد للصحفي في اقليم كردستان قليل نسبيا" مؤكدا على ان" جزء من عدم الوعي يقع على عاتق الصحفي نفسه وجزء منه يقع على المؤسسه التي يعمل فيها " .
موضحاً، ان " من الضروري تنظيم دورات للصحفيين في كردستان لتزويدهم بالخبرة والمعلومات الضرورية حول السلامة المهنية بالنظر للظروف الامنية والحرب على الارهاب التي يخوضها الاقليم ".
من جانبه، قال، مهند الاومري، مدير اعلام شبكة منظمات نينوى، في تصريح صحفي، تابعه (المركز العراقي لدعم حرية التعبير): ان" نقابة الصحفيين العراقية لم تهتم بأمر الصحفيين والأعلاميين اثناء تغطياتهم الإخبارية" معتبرا عدم اقامة اي ندوات او دورات حول السلامة المهنية للصحفين خير دليل على صحة مايدعي .
واكد، الاومري،ان" اغلب الصحفيين للاسف يهتمون بنقل الحدث أكثر من اهتمامهم بحياتهم" مبينا ان "مثل هكذا تصرف يعتبر خطأ كبيراً " ، مشيرا الى ان الخبر ليس اثمن من حياة الصحفي مهما بلغت اهميته".
كما اشار الى ان" الصحفيين في العراق يفتقرون الى الخبرة خاصة المراسلون الحربيون،لذلك تراهم يتعرضون للقتل ".
ويعتقد الاومري ،ان حب الصحفيين لمهنتهم هو ما يدفعهم للمخاطرة بحياتهم لتغطية خبر معين وتابع القول ان" بعض الفضائيات والوكالات وحتى الإذاعات ترسل صحفيين وإعلاميين ومصورين لتغطية احداث ومنها المعارك وهم يجهلون كيفية تغطية مثل هكذا أحداث وبالتالي يتعرضون للمخاطر " .
وفيما يخص الصحفيين في اقليم كردستان قال، مسؤول اعلام شبكة منظمات المجتمع المدني في نينوى، ان" الصحفيين والإعلاميين في الإقليم ليس لديهم الوعي الكافي حول السلامة المهنية " . مستدركا بالقول "والدليل هو خسارة الزميلة شفاء گردي من فضائية رووداو لحياتها اثناء تغطيتها تطورات عملية تحرير الموصل" ، مطالبا المؤسسات الاعلامية الإهتمام بالعاملين فيها وان لا يعتبروا كوادرهم مجرد وسيلة لتحقيق اهدافهم الاعلامية ولو على حساب حياة العاملين لديهم " .
من جانبه، قال نقيب صحفيي اقليم كردستان، ازاد شيخ يونس،ان" نقابة الصحفيين قامت بالتعاون والتنسيق مع عدة منظمات دولية ادخال المراسلين دورات للتوعية حول اهمية السلامة المهنية سواء اثناء تغطية الحروب او المظاهرات او غيرها من الاحداث التي قد تتعرض حياة الصحفي فيها للخطر".
واوضح نقيب الصحفيين، ان" 9 صحفيين استشهدوا منذ ٢٠١٤ فيما جرح 20 آخرون وحالة خطف واحدة " ، مؤكدا بالقول ان جميعهم من اعضاء نقابة صحفيي كردستان.