تحولت منطقة اقليم كردستان الى اسوأ بقعة في العراق وفق مؤشرات جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق فيما يخص حرية العمل الصحفي.
وسجلت المنطقة اعلى نسب حالات اعتداء ومحاولات اغتيال واعتقال وحجز وتنكيل بالصحفيين العاملين في وسائل اعلام كردية مختلفة، بعد ان شهد العام الماضي تسفير طواقم سبع وسائل اعلام من اربيل الى السليمانية، واغلاق عدد من مكاتب الفضائيات والوكالات الصحفية في اربيل ودهوك.
وفي الاشهر السبعة الاولى من العام 2017 يشهد الاقليم تصاعدا في وتيرة استهداف العمل الصحفي، اذ توزعت الانتهاكات ما بين الاستهداف المسلح ومحاولات الاغتيال، والاعتداء بالضرب، واقتحام احدى المقار الاعلامية، والاعتقال، والمنع، والاحتجاز من قبل عناصر امنية وغير امنية، و رفع دعاوى قضائية.
وسجلت الجمعية من بداية العام الحالي وحتى 30/ تموز 2017 استشهاد اثنين من الصحفيين، ومحاولات اغتيال بالاسلحة الخفيفة لاحد الزملاء، و 4 حالات اعتداء بالضرب والاهانة وتكسير معدات بالاسلحة البيضاء، ادت الى اصابة الصحفيين المعتدى عليهم بجروح مختلفة.
وشهد الاقليم حالات اعتقال واحتجاز غير مبرر لـ “10” صحفيين، ومنع 5 طواقم صحفية من تغطية احدات مختلفة شهدها الاقليم، واقتحام مقر مؤسسة بحثية اعلامية، فضلا عن اقامة دعوتين قضائيتين ضد فضائيتين كرديتين.
وتشكل قضية التسريح القسري للصحفيين العاملين في وسائل الاعلام الكردية على اثر الازمة المالية التي يشهدها الاقليم، معضلة جديدة للعمل الصحفي، اذ تم تسريح عشرات الصحفيين في العديد من وسائل الاعلام الكردية، دون ان يُمنح اي حق للمفصولين بفعل الازمة المالية.
التقرير التفصيلي للانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الاعلام في اقليم كردستان:
15/1/2017 – مسلحون يهاجون مراسل صحيفتي (افرو نيوز و صوت لالش) بالضرب و الاهانة اللفظية في احدى نواحي دهوك، اذ تعرض دار الزميل “كاروان حجي شمو” ، مراسل صحيفتي افرو نيوز و صوت لالش في ناحية باغدري التابعة لمحافظة دهوك، للضرب و الاهانات اللفظية بسبب انتقاده سياسات رئيس الاقليم عبر فيسبوك.
24/1/2017 تعرض مراسل فضائية (كلي كوردستان) “بمو شيخاني” لحادثة اغتيال باطلاق النار في منطقة كرميان في خانقين، لكنه نجى من الموت باعجوبة.
23/3/2017 توفيت الصحفية مراسلة “وكالة روزنيوز” نوجيان أهاريان متأثرة باصابتها بطلق ناري اثناء الصراع المسلح بين حزبي العمال والديمقراطي الكردستانيين في جبل سنجار.
الزميلة فارقت الحياة في مستشفى الشهيد ساريا في مدينة الحسكة السورية التي تسيطر عليها قوات كردية، بعد ٢٠ يوما على اصابتها.
9/5/2017 أعلنت قناة كوردسات نيوز الفضائية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني في اقليم كردستان أن أحد مقدمي برامجها الزميل “سوران سقزي” وجد مقتولا في منزله بأربيل في ظروف غامضة.
11/7/2017 تعرض الصحفي ابراهيم عباس للضرب من قبل اشخاص يرتدون الزي الامني في اربيل ما ادى اصابته برضوض وكسور، يذكر ابراهيم عباس يعمل بطريقة “فري لانسر” ويكتب مقالاته عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، انتقد في الاخيرات منها مسعود بارزاني وعائلته.
3/ ايار 2017 قرر مجلس القضاء في كردستان بالإجماع رفع دعوى قضائية ضد فضائية “NRT” الكردية على خلفية تقرير بثته القناة بخصوص صدور حكم بالسجن 11 عاما على مواطن كردي سرق حليب وحفاضات لاطفاله، التقرير اعده الزميل أرام بختيار انه اعد التقرير من قضاء كفري بكركوك، الذي شهد عملية السرقة، انه تأكد من جميع المعلومات الواردة في التقرير، و ان ما تم نشره لم يكن اكاذيب ولا اقاويل ملفقة، و أن المدان وعائلته تحدثوا في الموضوع، مضيفا أن المحاكم رفضت الادلاء بالتصريح في وقته
4/7/2017 اقامت وزارة الموارد والثروات الطبيعية في اقليم كردستان شكوى ضد فضائية NRT على اثر تقرير نشرته القناة بشأن الايرادات النفطية لحكومة الاقليم، وطالبت بتعويض مالي قدره 1.5 مليار دولار. كما طلبت المحكمة من نقابة الصحفيين في كردستان تحديد 10 خبراء في الصحافة، فقام النقيب السيد ازاد حمد امين، بتحديد خمسة من العاملين في اعلام الحزب الديمقراطي، وخمسة اخرين من النقابة بينهم السائق الشخصي للنقيب.
موقف جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق:
ان الجمعية اذ تعرب عن خيبة املها لما آلت اليه الامور في اقليم كردستان، التي كانت تسجل ادنى حالات الاعتداء ضد الصحفيين في السنوات الاولى لتغيير النظام في العراق، فانها تؤكد وقوفها ومساندتها لكل الزملاء العاملين في المجال الصحفي، وتعرب عن استعدادها لتقديم الخدمات القانونية لجميع الصحفيين.
وتطالب الجمعية الحكومة الاتحادية للخروج عن صمتها، من اجل حماية المنجز الوحيد في العراق بعد عام 2003، وهو حرية التعبير والعمل الصحفي، كما تناشد الجمعية المنظمات الدولية المعنية بالصحافة والاعلام وحرية التعبير، الى الضغط على حكومة اقليم كردستان للكف عن سياسة التعسف والتنكيل بحق الصحفيين الذين يمارسون مهامهم وعملهم في ظل النظام والدستور العراقي الكافل لهذا الحق، وفي اطار الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية التي وقع عليها العراق.
وتؤكد الجمعية ان ما يجري في الاقليم هو انتهاك واضح وصريح للدستور والقوانين الاتحادية والمحلية في الاقليم، ويتنافى مع ادنى مفاهيم ومبادئ النظام الديمقراطي.
وتهيب الجمعية بجميع وسائل الاعلام الابلاغ عن حالات الانتهاكات المختلفة بحقهم في الاقليم وخارجه، من اجل تحقيق مؤشرات مهنية، تهدف الى اقناع الرأي العام الدولي بما آل اليه وضع حرية التعبير والعمل الصحفي في العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص، باعتبار ان الاقليم يشهد في الوقت الحالي اسوأ حالات الانتهاكات ضد الصحافة والصحفيين.